حمى الاطفال

دة. سميرة الباز، 26/11/2005



الاهتمام بصحة الأطفال أمانة وعبادة تقربنا من الله عز وجل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، وهكذا فمن مسؤولية الوالدين التعرف على أهم الأمراض التي قد تصيب أبناءهم والإلمام بمسبباتها، وسبل الوقاية منها ووسائل علاجها. وتعتبر الحمى من أهم الأعراض التي تدل على مرض الطفل والرضيع بحيث يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم من أقوى المؤشرات على الإصابة.


متى نقول إن الطفل مصاب بالحمى ؟

تكون درجة حرارة الجسم المتوسطة عند قياسها من الشرج ما بين36.5°م 37.5°م ولكنها تتأرجح عادة خلال اليوم.
يكون الطفل مصابا بالحمى إذا وجدت لديه الأمور التالية :
* درجة حرارته عند قياسها من فتحة الشرج أكثر من 37.5° م صباحا، أو أكثر من 38° م مساءا.
* درجة حرارته عند قياسها من الإبط أكثر من 37.2°م.

ويستحسن عدم الاقتصار على معرفة الحمى عن طريق اللمس فقط.

يكون ارتفاع درجة الحرارة الطفيف (38.0°-38.5°) راجع إلى :
* كثرة الحركة.
* زيادة الملابس.
* أخذ حمام ساخن.
* ضربة شمس.

إذا كان لديك أيتها الأم اشتباه بوجود مثل هذا التأثير على درجة حرارة الطفل فيجب قياس درجة حرارته مرة أخرى بعد نصف ساعة.


ما هي أهم أسباب حمى الأطفال ؟

قد يكون ارتفاع درجة الحرارة :
* ظاهرة عرضية ثانوية ناتجة عن حركة كثيرة أو إصابة بحرارة الشمس ونحو ذلك. وهذه الحالة لا تحتاج إلى أي علاج.
* من البوادر الأولى التي تخفي وراءها مرضا حقيقيا يمكن أن ينشأ عن الإصابة بفيروس أو بكتيريا ( كالتهابات الحلق والأذنين، وتعفنات الجهاز التنفسي أو البولي أو الجهاز الهضمي...).
* ناتج عن التعرض لإحدى مصادر التلوث.


ما هي مضاعفات حمى الأطفال ؟

التشنجات الحرارية ((Les convulsions fébriles :
وهي تقلصات لا إرادية حادة أو مجموعة من نوبات الانكماش العضلية التي يتعذّر التحكم فيها، وتشمل العوارض التالية : الحمى، الالتهاب، اهتزاز وارتعاش في اليدين أو الرجلين أو الوجه لدقيقتين أو ثلاث، فقدان السيطرة على المثانة أو الأحشاء، التهيّج،الإغماء.


الاجتفاف الجسدي ((La déshydratation aigue :
من أعراضه :
- جفاف الفم. - قلة الدموع أو عدم وجودها عند البكاء. - عدم التبول لمدة 6 إلى8 ساعات للأطفال الصغار. - الجزء المنخفض اللين في رأس الطفل يقل عمقه عن المعتاد أو يزيد انخفاضه. - جفاف الجلد وتجعده ويصبح ملمسه مثل العجين في منطقة البطن والجزء العلوي من الذراع والأرجل. - قلة النشاط وعدم التيقظ والانتباه. - ضعف عام أو أطراف ضعيفة. - انغماس العينين للداخل. - إفراط في النوم وعدم التركيز.

ارتفاع خطير لدرجة الحرارة (L’Hyperthermie majeure) :
* أكثر من 39° عند الرضيع.
* أكثر من 41° عند الطفل.




الإجراءات الأولية والاستعجالية التي يجب اتخاذها أمام حالات ارتفاع درجة الحرارة

ما يجب على الوالدين فعله :
1- تخفيف الأغطية ما دامت درجة الحرارة تفوق 38°.
نزع ملابس الطفل وتركه بملابس قطنية خفيفة.


2- يجب أن تتراوح درجة حرارة الغرفة بين 18 و 20 درجة مئوية.
3- زيادة كمية الماء في قارورة الرضاعة.
4- إعطاء الطفل مشروبات باردة وحلوة، خاصة أثناء الليل وذلك لتجنب الاجتفاف الجسدي.
5- استحمام الطفل في ماء تقل حرارته بدرجتين عن درجة حرارة الطفل، مع الحرص على تبليل شعره وذلك لمدة 10 إلى 15 دقيقة، ويمكن إعادة هذه العملية 2 إلى 3 مرات في اليوم. - وقد ثبت في الصحيحين، عن نافع عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إنما الحمى أو شدة الحمى من فيح جهنم ،فابردوها بالماء".
6- في حالة تعذر الاستحمام يجب تلفيف الطفل في فوطة حمام مبللة بماء متوسط الحرارة.
7- إعطاء الطفل دواء يعمل على تخفيف حرارته بسرعة.
8- تقديم تغذية خفيفة للطفل.
9- استشارة الطبيب.

ما يجب على الوالدين تجنبه :

1- تجنب استحمام الطفل في الماء البارد، أو تلفيفه في فوطة مبللة بماء بارد.
2- تجنب وضع أكياس من الثلج، لخفض الحرارة.
3- تجنب تقديم المضادات الحيوية للطفل بدون استشارة الطبيب لما في ذلك من مخاطر ارتفاع مقاومة الجراثيم.



متى تجب زيارة الطبيب ؟

زيارة الطبيب تختلف باختلاف عمر الطفل ووزنه، وعلى الوالدين مناقشة الأمر مع الطبيب المتابع للطفل منذ الولادة، ولكنها تصبح إجبارية في الحالات التالية :

* إذا كان عمر الطفل لا يتعدى ثلاثة شهور.
*إذا كان عمر الطفل أكبر من ستة شهور ودرجة حرارته أعلى من 40 درجة.
* رفض الطفل تناول السوائل بشكل غير عادي.
* صراخ وبكاء الطفل أو الرضيع بشكل مستمر بدون سبب واضح.
* عدم استيقاظ الطفل بسهولة وبالطريقة المعتادة.
* ظهور طفح جلدي نتيجة الحمى.
* صعوبة في التنفس لدى الطفل أو انسداد الأنف أوالسعال الشديد.
* الإسهال والقيء.
* التهاب الأذن الوسطى حيث يصبح الطفل عصبيا خاصة مع وجود حمى.

وختاما، لا بد من الإشارة إلى أن ارتفاع الحرارة ليس مرضا في حد ذاته بل هو أحد الأعراض المرضية، ولذا يكون الأصل دوماً هو البحث عن سبب الارتفاع، ثم هل يحتاج هذا السبب إلى علاج أم لا.